كتب : علاء الفار
دائما ماكانت العلاقات الإسرائيلية الروسية تتسم بالتعقيد مابين الخفاء والعلن ، رغم محافظتهم الدائمة على
ضرورة وجود العلاقات الجيدة فيما بينهما مدعومة بالعلاقات التجاريّة الهامّة ، إذ تعد موسكو أكبر مورّد للنفط الخام إلى إسرائيل.
ورغم حرص الجانبين الإسرائيلى والروسى على العلاقات المتبادلة إلا أنه ثمة تعارض بين الحين والآخر فى توجههما حيال مصالحهما فى منطقة الشرق الأوسط خاصة بعد تدخل الأخيرة فى مسرح العمليات السورى .
فالتدخل العسكرى الروسى فى سوريا أعاق الأطماع الإسرائيليّة في المنطقة، معرّضاً الاستراتيجيّة الصهيونيّة للخطر. ولكن يبدو بأن هناك اتفاقٌ قد تمّ إبرامه بين بوتين ونتنياهو بشأن هذه المسألة، حيث لخّصه وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون على النحو التالي: ” لا نحن نزعجهم ولا هم يزعجوننا ” .
وهذا يعني بأنّ الإسرائيليّين لا يتدخّلون في العمليّات الروسيّة في دعم السوريّين، كما لا يتدخّل الروس في العمليّات القتاليّة بين إسرائيل وحزب الله.
فموسكو أصبحت عمليا حليفة المقاومة التي تحارب الكيان الصهيوني وإنتاجاته من التكفيريّين، حيث أنّها منعت السلاح الجوّي الإسرائيلي من توفير الدعم الجوّي لقوّات داعش.
وبحسب وكالة ” روسيا اليوم الإخبارية ” ووفقاً لموقع “ديفينس نيوز” العسكري الأمريكي، فإن أقمار الاستطلاع الإسرائيلية كانت تراقب عن كثب جميع تحركات القوات الروسية المتمركزة في سوريا، وذلك بفضل مجموعة من الأقمار الصناعية تدور حول الأرض في فترة زمنية قدرها 90 دقيقة، ما يتيح لإسرائيل فرصة تعقب الطائرات الحربية الروسية.
ولعل مايزيد قلق الكيان الصهيونى إيزاء تصاعد نفوذ الدب الروسى فى المنطقة .. التقارب الكبير بين موسكو وطهران: حيث استفادت طهران من الدعم الروسي في مفاوضات الانتصار النوويّة التي تضمّنت رفع العقوبات واستلامها من روسيا صواريخ متطوّرة S300 أو(S400)، والتي توفّر حماية قوية في مواجهة التهديد العسكري الصهيوني.
وتخشى تل أبيب بأن تسلّم موسكو أنظمة أسلحة هجوميّة متقدّمة لإيران أو سوريا أو حزب الله.
ومن هنا رأى الكيان الصهيونى إمكانية الرد على موسكو فى أوكرانيا وذلك بتزويدها بالسلاح .
وفى ساحة الحرب الدائرة بين الجانبين الأرمينى والأذربيجانى تتعارض المصالح الروسية الإسرائيلية ، فالكيان الصهيونى مستمر فى تقديم الدعم العسكرى الكامل لأذربيجان فيما تقف موسكو داعمة لأرمينيا .
وفى سياق متصل فقد طلب رئيس الوزراء الأرمنى ” أوفيك أبراميان ” ، من نظيره الروسى ” دميترى مدفيديف ” ، إعطاء التوجيهات لشركة “روس أوبورن إكسبورت”، للإسراع فى إبرام العقود المتعلقة بتوريد المعدات العسكرية إلى أرمينيا على خلفية الصراع الدائر مع أذربيجان .
من جانب آخر، وعلى الرغم من قيام روسيا بدور الوسيط ، ودعوة الطرفين لـ”ضبط النفس” والتعبير عن الأسف بسبب تدهور الوضع وتحوله لمواجهة مسلحة، إلا أنها كانت حليفاً طبيعياً ودائماً لأرمينيا، والدليل على ذلك وجود قواعد عسكرية روسية بها .
وعلى الرغم من دعوات التهدئة، فإن الأطراف غير معنية بالتوصل لمصالحة أو تسوية فعلية ؛ فكلّ من الجانبين الروسى والإسرائيلى لديه مصالح في تغذية الصراع .